فصل: النوع العاشر‏:‏ معرفة المنقطع

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مقدمة ابن الصلاح المسمى بـ «معرفة أنواع علوم الحديث» **


*1*  النوع العاشر‏:‏ معرفة المنقطع

وفيه وفي الفرق بينه وبين المرسل مذاهب لأهل الحديث وغيرهم‏.‏

فمنها ما سبق في نوع المرسل عن ‏(‏الحاكم‏)‏، صاحب كتاب ‏(‏معرفة أنواع علوم الحديث‏)‏ من أن المرسل مخصوص بالتابعي‏.‏ وأن المنقطع‏:‏ منه‏:‏ الإسناد فيه قبل الوصول إلى التابعي راوٍ لم يسمع من الذي فوقه، والساقط بينهما غير مذكور، لا معينّاً ولا مبهماً‏.‏ومنه‏:‏ الإسناد الذي ذكر فيه بعض رواته بلفظ مبهم، نحو‏:‏ رجل، أو‏:‏ شيخ أو، غيرهما‏.‏

مثال الأول‏:‏ ما رويناه عن عبد الرازق، عن سفيان الثوري، عن أبى إسحاق، عن زيد بن يُثَيع عن حذيفة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين‏.‏‏.‏‏)‏‏)‏ الحديث‏.‏ فهذا إسناد إذا تأمله الحديثي وجد صورته صورة المتصل، وهو منقطع في موضعين‏:‏ لأن عبد الرزاق لم يسمعه من الثوري، وإنما سمعه من النعمان بن أبى شيبه الجندي عن الثوري‏.‏ ولم يسمعه الثوري أيضاً من أبى إسحاق، إنما سمعه من شريك عن أبى إسحاق‏.‏

‏(‏34‏)‏ ومثال الثاني‏:‏ الحديث الذي رويناه عن أبى العلاء بن عبد الله بن الشخير، عن رجلين، عن شداد بن أوس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء في الصلاة ‏(‏‏(‏اللهم إني أسالك الثبات في الأمر‏.‏‏.‏‏)‏‏)‏ الحديث‏.‏ والله اعلم‏.‏

ومنها‏:‏ ما ذكره ‏(‏ابن عبد البر‏)‏ رحمه الله، وهو‏:‏ أن المرسل مخصوص بالتابعين، والمنقطع شامل له ولغيره، وهو عنده‏:‏ كل ما لا يتصل إسناده، سواء كان يعزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى غيره‏.‏

ومنها أن المنقطع مثل المرسل، وكلاهما شاملان لكل ما لا يتصل إسناده، وهذا المذهب أقرب‏.‏ صار إليه طوائف من الفقهاء وغيرهم‏.‏ وهو الذي ذكره ‏(‏الحافظ أبو بكر الخطيب‏)‏ في كفايته‏.‏ إلا أن أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال‏:‏ ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وأكثر ما يوصف بالانقطاع‏:‏ ما رواه من دون التابعين عن الصحابة، مثل مالك عن ابن عمر، ونحو ذلك‏.‏ والله أعلم‏.‏

ومنها‏:‏ ما حكاه ‏(‏الخطيب أبو بكر‏)‏ عن بعض أهل العلم بالحديث‏:‏ أن المنقطع ما روي عن التابعي أو من دونه موقوفاً عليه، من قوله أو فعله‏.‏ وهذا غريب بعيد، والله أعلم‏.‏